تدمير القدرات العسكرية- سوريا، العراق، وليبيا.. دروس الماضي والحاضر
المؤلف: محمد الساعد08.19.2025

لم يكن تقويض المقدرات العسكرية السورية عشية رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ودخول قوى المعارضة إلى دمشق، الحدث الفريد في سجل الحروب العسكرية بالمنطقة، فعلى امتداد خمسة عقود، شهدت المنطقة نزاعات استثنائية أفضت إلى إخراج جيوش وأسلحة بأكملها من دائرة العمل.
في عام 2003، تم إقصاء الجيش العراقي من الخدمة وحلّه وتسريح جنوده على يد الجيش الأمريكي، وفي عام 2011، تدهور الجيش الليبي نتيجة للصراعات الداخلية التي عصفت بليبيا، وفي العام المنصرم، تم إخراج ثلاث قوى عسكرية ذات تنظيم من أي صدام مستقبلي لعدة سنوات قادمة، وهي الجيش السوري وحماس وحزب الله.
لقد كان العام الفائت حافلاً بالتحولات العميقة والجسيمة، بشكل سيؤثر في ملامح المنطقة لمئة عام مقبلة، حيث كان المشهد قبل أيام قلائل من 7 أكتوبر/تشرين الأول يوحي بمعارك ضارية بين القوى المتنافسة في جنوب وشمال إسرائيل، ولكن النتائج على أرض الواقع كانت مغايرة تماماً.
وبالعودة إلى تفاصيل الضربات الإسرائيلية الاستباقية على القدرات العسكرية للجيش السوري، أوضحت التقارير أن إسرائيل نفذت مئات الغارات الجوية على المعسكرات والمطارات والقواعد العسكرية الجوية والبحرية، وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي لإذاعة الجيش قائلاً: "لقد تم اتخاذ قرار استراتيجي بتدمير المقدرات العسكرية والاستراتيجية لسوريا"، وأضاف: "نفذ الجيش واحدة من أضخم العمليات الهجومية في تاريخ سلاح الجو"، مستهدفاً الطائرات الحربية، وأنظمة الدفاعات الجوية، وأنظمة الصواريخ، والآليات المدرعة، ومواقع إنتاج الأسلحة ومخازن الذخيرة، فضلاً عن صواريخ أرض – أرض.
وعن الدافع وراء تنفيذ هذه العمليات العسكرية، أفاد المسؤول قائلاً: "شعرت إسرائيل بالقلق من احتمال سقوط أسلحة الجيش السوري الاستراتيجية، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، في الأيدي الخطأ". وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلية أن العملية يجب أن تفضي إلى توجيه الدولة السورية المستقبلية نحو العمل على بناء "قدراتها العسكرية من الصفر". (انتهى)
إلا أنه لم يكشف عن الحقيقة كاملة، فالهدف الأهم بالنسبة للجيوش الغربية هو إخراج السلاح الروسي من المنطقة، وتبني عقيدة التسليح الغربية.
إن الهجوم الذي استغل تفكك المنظومة العسكرية السورية قبل حتى دخول قوات المعارضة السورية إلى دمشق لم يكن الأول من نوعه الذي يقوم فيه الإسرائيليون بإزالة قدرات عسكرية سورية من الوجود، بل سبقته معركة لن ينساها التاريخ العسكري، وقعت في العام 1982، فخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وبحسب مصادر عسكرية تروي تفاصيل تلك المعركة الفريدة، عمد السوريون إلى نشر العشرات من البطاريات المضادة للطائرات التي شكلت حزاماً أمنياً عالي التحصين ضد الطيران الإسرائيلي، إلا أن تل أبيب تمكنت من اختراق تلك الأنظمة والتشويش عليها وتدمير معظمها، مما دفع السوريين إلى الاشتباك الجوي مع الطيران الإسرائيلي.
وكان ذلك بمثابة الشرارة التي أشعلت حرب استئصال شاملة لقدرات الدفاع الجوي وسلاح الجو السوريين، لقد كانت معركة كشفت عن مكامن الضعف في السلاح الروسي أمام القوة الضاربة للسلاح الغربي، إذ للمرة الأولى في التاريخ، نجح السلاح الغربي في تدمير شبكة صواريخ (سام) سوفيتية الصنع، والتي كانت تتمتع بسمعة واسعة بقدرتها على ردع أي طيران.
ولم يقتصر الأمر على تحييد سلاح الدفاع الجوي، بل تجاوزه ليشمل واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ معارك الطيران العسكرية، عندما أسقط سلاح الجو الإسرائيلي ما يزيد على 88 طائرة سورية من طراز ميغ بمختلف أنواعها في معركة واحدة، وبهذه الهزيمة، خرج سلاح الجو السوري من المعركة، وانكشفت الأجواء السورية وأصبحت مباحة أمام الطيران الإسرائيلي.
وقد سبق تدمير سلاح الجو السوري في العام 1982 تدمير سلاح جو آخر خلال نكسة 67، حين دمرت إسرائيل 450 طائرة مصرية وهي جاثمة على الأرض، وفي تقرير نشرته صحيفة اليوم السابع المصرية، نقلاً عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" حول قصة ذلك اليوم المشهود في التاريخ العسكري، ذكرت الصحيفة: "أكدت التقارير التي وصلت من الجبهة إلى قيادة الجيش أنه تم تدمير سلاح الجو المصري بشكل شبه كامل، وإخراج المطارات والقواعد العسكرية من الخدمة".
في عام 2003، تم إقصاء الجيش العراقي من الخدمة وحلّه وتسريح جنوده على يد الجيش الأمريكي، وفي عام 2011، تدهور الجيش الليبي نتيجة للصراعات الداخلية التي عصفت بليبيا، وفي العام المنصرم، تم إخراج ثلاث قوى عسكرية ذات تنظيم من أي صدام مستقبلي لعدة سنوات قادمة، وهي الجيش السوري وحماس وحزب الله.
لقد كان العام الفائت حافلاً بالتحولات العميقة والجسيمة، بشكل سيؤثر في ملامح المنطقة لمئة عام مقبلة، حيث كان المشهد قبل أيام قلائل من 7 أكتوبر/تشرين الأول يوحي بمعارك ضارية بين القوى المتنافسة في جنوب وشمال إسرائيل، ولكن النتائج على أرض الواقع كانت مغايرة تماماً.
وبالعودة إلى تفاصيل الضربات الإسرائيلية الاستباقية على القدرات العسكرية للجيش السوري، أوضحت التقارير أن إسرائيل نفذت مئات الغارات الجوية على المعسكرات والمطارات والقواعد العسكرية الجوية والبحرية، وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي لإذاعة الجيش قائلاً: "لقد تم اتخاذ قرار استراتيجي بتدمير المقدرات العسكرية والاستراتيجية لسوريا"، وأضاف: "نفذ الجيش واحدة من أضخم العمليات الهجومية في تاريخ سلاح الجو"، مستهدفاً الطائرات الحربية، وأنظمة الدفاعات الجوية، وأنظمة الصواريخ، والآليات المدرعة، ومواقع إنتاج الأسلحة ومخازن الذخيرة، فضلاً عن صواريخ أرض – أرض.
وعن الدافع وراء تنفيذ هذه العمليات العسكرية، أفاد المسؤول قائلاً: "شعرت إسرائيل بالقلق من احتمال سقوط أسلحة الجيش السوري الاستراتيجية، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، في الأيدي الخطأ". وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلية أن العملية يجب أن تفضي إلى توجيه الدولة السورية المستقبلية نحو العمل على بناء "قدراتها العسكرية من الصفر". (انتهى)
إلا أنه لم يكشف عن الحقيقة كاملة، فالهدف الأهم بالنسبة للجيوش الغربية هو إخراج السلاح الروسي من المنطقة، وتبني عقيدة التسليح الغربية.
إن الهجوم الذي استغل تفكك المنظومة العسكرية السورية قبل حتى دخول قوات المعارضة السورية إلى دمشق لم يكن الأول من نوعه الذي يقوم فيه الإسرائيليون بإزالة قدرات عسكرية سورية من الوجود، بل سبقته معركة لن ينساها التاريخ العسكري، وقعت في العام 1982، فخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وبحسب مصادر عسكرية تروي تفاصيل تلك المعركة الفريدة، عمد السوريون إلى نشر العشرات من البطاريات المضادة للطائرات التي شكلت حزاماً أمنياً عالي التحصين ضد الطيران الإسرائيلي، إلا أن تل أبيب تمكنت من اختراق تلك الأنظمة والتشويش عليها وتدمير معظمها، مما دفع السوريين إلى الاشتباك الجوي مع الطيران الإسرائيلي.
وكان ذلك بمثابة الشرارة التي أشعلت حرب استئصال شاملة لقدرات الدفاع الجوي وسلاح الجو السوريين، لقد كانت معركة كشفت عن مكامن الضعف في السلاح الروسي أمام القوة الضاربة للسلاح الغربي، إذ للمرة الأولى في التاريخ، نجح السلاح الغربي في تدمير شبكة صواريخ (سام) سوفيتية الصنع، والتي كانت تتمتع بسمعة واسعة بقدرتها على ردع أي طيران.
ولم يقتصر الأمر على تحييد سلاح الدفاع الجوي، بل تجاوزه ليشمل واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ معارك الطيران العسكرية، عندما أسقط سلاح الجو الإسرائيلي ما يزيد على 88 طائرة سورية من طراز ميغ بمختلف أنواعها في معركة واحدة، وبهذه الهزيمة، خرج سلاح الجو السوري من المعركة، وانكشفت الأجواء السورية وأصبحت مباحة أمام الطيران الإسرائيلي.
وقد سبق تدمير سلاح الجو السوري في العام 1982 تدمير سلاح جو آخر خلال نكسة 67، حين دمرت إسرائيل 450 طائرة مصرية وهي جاثمة على الأرض، وفي تقرير نشرته صحيفة اليوم السابع المصرية، نقلاً عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" حول قصة ذلك اليوم المشهود في التاريخ العسكري، ذكرت الصحيفة: "أكدت التقارير التي وصلت من الجبهة إلى قيادة الجيش أنه تم تدمير سلاح الجو المصري بشكل شبه كامل، وإخراج المطارات والقواعد العسكرية من الخدمة".